"إن
الخالق الحكيم العليم سبحانه قد خلق هذا الكون بمثابة شجرة، وجعل أرباب
الشعور ثمارها الكاملة. وكرم الإنسان باعتباره أجمع ثمرة لأرباب المشاعر. وجعل
الشكر والعبادة أفضل ما تثمره حياة الإنسان، بل هما نتيجة خلقه وغاية فطرته وثمرة
حياته "
اللمعات ص:
288
بديع الزمان
النورسي
تدبر أخي
مولاي
على الكون ختم ألوهيتك
نظمت
كثرته في خيط حكمتك
شاهد
لذوي الأبصار عن وحدتك
ناطق
بالتسبيح لعظيم قدرتك
مولاي،
هذا الإنسان ثمرة شجرتك
كرمته
عن الخلق بأسرار صنعتك
سخرت
ما في الكون له بمنتك
حملته
الأمانة العظمى برحمتك
وبالتنزيل
أتممت
شامل نعمتك
بسركن تجلت الأكوان
بمقدار محكم و ميزانْ
يديرها بأمره الرحمان
لغاية قدرت في الأزلْ
عبودية،
علم و إيمانْ
إعمار
عدل و إحسان
لكل سعي فيها أجل ْ
مولاي
عن الغيب أمطت الغطاءْ
ما
خلقنا عبثا للفناءْ
وإنا
في دار عبور للخلودْ
سنؤتى
الكتاب و نلقى الجزاءْ
وكم
في الحياة ذقت النعيم
ونلت
فيها من شظايا الجحيم
تموت
وتبعث في كل يوم
وتأتيك
العظات في كل حين
فهل
بعدها تستطيب الذنوب
وأنت
تعلم علم اليقينْ
تدبراخي
فأنت الفقير
أنت
حر به لنفسك عبد حقير
تلقى
عليك صفات الكمال
وأنت
به و إليه تسير
فيا
وحشة القلب البعيد
أفي
غفلة أنت أم ظن عنيد
تلهث
في بيداء تضن بماء
عكر
لا يروي الظمآن زهيد
وكم
خضت في فلسفات
تسائلها
في الغيب يقينا
فعدت
مقهورا بلا طائل
كمن
يطالب بالفهم جنينا
فيمم
وجهك صوب رقراق
زلال
ورده طهور
تشفى
النفوس به و ترتوي
للروح
روح و حبور
نعم
السبيل إن هديت إليه
لك في
الدارين رحمة ونور
تمسك
بحبل وحي نزل
على
قلب خاتم المرسلين
له في
كل عصر وهج
سلام
و أمن للعالمين
فواحسرتاه
على أمة
تبيع
تبرا بطين
كقابض
على الجمر في زمن الفتن
غريب
يكتوي صدره بالمحنْ
يرى
الحق باهتا بلا نصير
وقد
صار للباطل علم و فن
الناس
على الدنيا في عراك
والكل
مستاء بها ممتهن
كالنجم
لا يبدو ساطعا إلا في الظلام
فطوبى
للغريب ونعم المقامْ