يا أمة العرب
أمتي إلام الخلف يهوي بنا وفي متاهات كالظلام يرمينا
إلى متى سنبقى بلا رباط يشد لحمتنا طوعا ويدنينا
هذي الأمم حولنا تجمعت ولا زالت فرقتنا تشقينا
هل ربحنا بالتباعد شيئا أم
خسرنا خسرا مهينا؟
إن لم يجمعنا دين ولا لغة ولا تاريخ فما يرضينا؟
وا حسرتاه على الشام أضحى بلا شعب حجرا وطينا
مزقته أنياب الوحش حتى صار للموت حصنا حصينا
والعراق تئن دجلة به وبكى
الفرات دما سخينا
وبلاد اليمن صار صيدا تنازعته
رماح السائسين
أما مصر العروبة ففجرها ظلام كثيف لم يبق يقينا
أجرم الطغاة بها فصيروا ثورة الربيع ليلا حزينا
وأرض المختار تحوم حولها ذئاب تعوي بكيد الحاقدين
وقد أصبحوا حماة ثورة وكانوا
بالأمس عين الظالمين
وفي مغربنا الكبير أناس بالضغائن جمدوا السنينا
سدوا الحدود بلا جريرة ومن
تندوف أشهروا السكينا
ليطعنوا بغيا وخيانة مغربنا
وما جاوزنا اللينا
رفضوا كل الحلول مسبقا وظلوا لوحدتنا ناكرينا
فالصحراء لنا مذ قرون تشهد البيعة والتاريخ فينا
وما اقترف مغربنا جرما ولا تعدى إذ أجلى المحتلينا
ولازلنا نمد أيدينا لهم لنبني
مستقبلنا أجمعينا
ويكفي ما ضاع من عقود عجاف
بلا وصل يغنينا
فهم إخوتنا وإن مكروا وجيران نعزهم ما حينا
فمتى يا أمة العرب نرقى لوحدة تصلحنا وتشفينا