السبت، 17 مايو 2014

الشعر الإسلامي

الشعر الإسلامي


ظهر الشعر الإسلامي مع ظهور الدعوة الإسلامية، واشتهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من شعراء الدعوة حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة  وكعب بن مالك، واكب الشعر الإسلامي الفتوحات، وظهر الشعر السياسي بعد الفتنة الكبرى وظهور الدولة الأموية، واستمر الشعر الإسلامي عبر العصور خاصة المديح النبوي والزهديات، والشعر الصوفي ووصف المعالم الإسلامية وغيرها،ويمكن القول أن الشعر الإسلامي يشمل كل شعر نابع من التصور الإسلامي، ووفق الرؤيا الإسلامية للحياة والإنسان والوجود، وكان هدفه نشر قيم الدين الإسلامي، فهو بهذا المعنى شعر ملتزم يطرح إشكالات وتحديات الواقع من خلال تصور واضح، يهدف إلى بناء الإنسان وفق منهج رباني متكامل ومنسجم، فهو بهذا الاعتبار يتموقع كبديل لما تزخر به الساحة الشعرية العربية من ضبابية الرؤيا من جهة، والتغريب والاستلاب من جهة أخرى، ليس الأمر سهلا على الإطلاق، فالخصوم لن يقبلوا التنازل عن عروشهم وفتح المجال لشعر يهدد الأسس النظرية التي يقوم عليها الشعر الحديث، والشعر الإسلامي نفسه عليه  أن يتميز حتى يفرض نفسه في الساحة الشعرية، وأن يتجنب السقوط في السطحية والضحالة والوعظ والمباشرة، بتعبير آخر، فالشاعر مطالب بمراعاة خصوصية الشعر، وأن يصوغ قصيدته في قالب فني جذاب، كما يحول الرسام بإلهامه شكلا جامدا مألوفا إلى منظر جميل حي مؤثر.

هذه بإيجاز خلاصة فهمي المتواضع للشعر الإسلامي، وأرجو من كل مهتم أن يساهم في إغناء هذه الإطلالة بما يراه مناسبا للنهوض بالشعر العربي،وجعله شعرا متميزا وفاعلا في حلبة الصراع الحضاري والثقافي،راجيا من العلي القدير أن يمدنا بعونه حتى نساهم في خدمة هذا الدين العظيم، دين الخير والعدل والحق  والجمال،وكفى بالله وكيلا.
يعيش المؤمن في جهاد دائم بأقواله وأفعاله،قال تعالى( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) فالدعوة إلى الله،ونشر دينه،والاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام من أهم واجبا ت المسلم،خاصة في الظروف الراهنة التي  تعرف هجمات ممنهجة ضد الإسلام والمسلمين،وشيوع الانحلال والهبوط الأخلاقي،وانتشار الفكر المادي، وازدراء القيم والأديان، ولاشك أن للفن عامة والشعر خاصة دورا أساسيا مواجهة هذه الحملات، والتصدي لها، مع  إظهار الحقيقة كالضوء الساطع عن الإسلام وتعاليمه الوسطية الصالحة لكل عصر ومكان، قد يقول قائل إن هذا الأمر يخص الدعاة والعلماء والمفكرين، وأن للشعر عالمه الخاص ولا ينبغي أن يتحول إلى منبر للدعوة والتوجيه الديني، نعم لا ينبغي أن يتحول الشعر إلى تعاليم وإرشادات دينية وأخلاقية مباشرة، لا تراعي المقومات والخصائص الفنية والجمالية للشعر، كما لا ينبغي أن يتحرر الشاعر من معتقداته وقيمه الدينية ليقول الشعر، وإلا فأين الصدق والمصداقية في شعره؟ وهل معنى هذا أن على الشاعر ألا يكون متدينا؟ إنه لا عجب إذن أن نجد في شعرنا الحديث كثيرا من الرموز والأساطير اللادينية، بل نجد تطاولا على الذات الإلاهية، وكأنها من مسلما ت الشعر الحديث،ومن مظاهر التحرر والتقدمية والثورية فيه،إن الشاعر المسلم الذي يخفي عقيدته خوفا من أن يوصف بالرجعية أو الأصولية حتى لا أقول غيرها من الأوصاف،يسيء لشعره ودينه بقدر ما يسيء لنفسه.


اظهر تعليقات : جوجل بلس او تعليقات بلوجر

0 التعليقات: