الخميس، 14 أبريل 2016

مرثية لصديق

مرثية لصديق


ها  قد مضيت وبعدت
صرت اسما قد كان يوماً
                بيننا
كنت ماء صافيا ولهيبا
فيك القرب والبعد
فيك الصمت البريء
والرفض القاسي
تتكلم من أعماقك فأتيه
لأن القول فيض حرقة وعذاب
أستأنس بلهوك حين تشرق فيك الحياه
تبدو طفلا، موجا، مطرا منهمراً
مضيت في تحد
تشق الصخر بأظافرك
مذ علمت أن الحياة لا تعطيك
إنما تأخذ منك
كان حمل الأمس ثقيلا على كاهلك
فتمردت
سخرت من الدنيا ومن فيها
سخرت حتى من نفسك
ربما أحسست أن التعاسة قدرك
فأفرغت الكأس في جوفك
كمحارب يأبى الإستسلام
رأيتك مرات وتألمت
كهل بلا هدف يسعى
                ولا ذريه
كنت قويا في عنادك
كأنك تقول سأخالفكم
لن أركن لسخافاتكم
سأهجر دنياكم
أفضل العيش بلا معنى
                بلا تفكير    
أرغب في العيش بلا حس
جلسنا يوما فبادرت
حاولت وربما أقنعت
فاتخذ بيتا
قال ساخرا: ولدت فأراً
ما كان باشا
لكني فرحت
رحلت يا صديقي بلا وداع
انسحبت في هدوء وصمت

كأنك تهمس فينا
اشبعوا بدنياكم
مضيت ساخرا حتى في وجه الموت

تحية ودعاء من القلب

اظهر تعليقات : جوجل بلس او تعليقات بلوجر

0 التعليقات: