الجمعة، 16 مايو 2014

رأيي في الشعر 2


رأيي في الشعر 2



قال الإنسان الشعر بالفطرة، يتغنى فيطرب ويمتع ويفيد، بقي كذلك عبر العصور،الجمال والمتعة الفنية مقياس لنجاح الشاعر أو فشله، لدرجة أن العصر الجاهلي عرف تصنيفا للشعر والشعراء ،تجسد في اعتبار المعلقات السبع أو العشر،أرقى ما وصل إليه الشعر في ذلك العصر،وكان العربي يميز بفطرته ويختار قبل أن تظهر الأبحاث والنا هج النقدية، طرحت في العصور الموالية أسئلة كثيرة حول طبيعة الشعر وخصائصه الفنية والجمالية، طرحت قضايا الشكل والمعنى، والطبع والصنعة، والقديم والجديد، وتوجت المرحلة بظهور محاولات نقدية للامدي والجاحظ والجرجاني وغيرهم،كما تعددت الاتجاهات الشعرية في العصر العباسي،لكن الشعر بقي في مجمله أقرب لأفهام الناس وحياتهم يرصد ما يزخر به ا لواقع من قيم اجتماعية، وتطلعات إنسانية، وأحاسيس وجدانية، بلغة وصور وإيقاعات تشهد لهم بالنبو غ والبراعة، وإن ظل محافظا على طابعه الغنائي الصرف. إلا أن التحولات العميقة التي عرفها العالم العربي في العصر الحديث، فرضت على الشاعر العربي أن يواكب تطورات العصر ويرتدي زيه، فظهرت اتجاهات شعرية جديدة،وكان للغرب أثره البارز خاصة في مصر والعراق ولبنان، وشعراء المهجر، ولم يقتصر الأمر على المضمون بل امتد للشكل في منتصف القرن الماضي خاصة مع ظهور شعر التفعيلة أو ما عرف بالشعر الحر، واستمر التجديد حتى ظهر ما يعرف بالشعر المنثور أو قصيدة النثر، انفتح الشعر إلى أبعد الحدود على الحداثة الغربية، وكلما زاد انفتاحه أكثر كلما ابتعد عن خصوصيته و هويته، وطالب شعراؤه بالمزيد من التجاوز والتحطيم،تارة باسم الحرية والحداثة، وتارة باسم الانفتاح والتجريب،لكل ما هو أصيل في الشعر العربي .

ليس من هدفي ولا باستطاعتي تقييم الشعر العربي الحديث ،فهذا من اختصاص الباحثين والنقاد، إنما الهدف طرح تساؤلات حول هذا الشعر،ما مدى قدرته على فتح قناة للتواصل المثمر مع القارىء، بدلا من التعالي عنه،والتحليق بعيدا عن انشغالاته؟ هل وفق في طرح التساؤلات الحقيقية التي تهم الإنسان عموما والعربي خصوصا في عصرنا الحديث؟ هل حقق الشعر نهوضا وتميزا كفاعل أساسي في الحقلين الثقافي والحضاري للأمة العربية والإسلامية؟  
  

اظهر تعليقات : جوجل بلس او تعليقات بلوجر

0 التعليقات: