الخميس، 15 مايو 2014

رأيي في الشعر

رأيي في الشعر

لتذوق الشعر لابد من توفر قدر من الإحساس بالجمال الفني، وهو لا يتأتى إلا بمصاحبته لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر. أحبذ الشعر البسيط القريب من الأفهام، لا يجنح للتغريب أو السريالية والعبث، شعر يخاطب الإنسان كإنسان بقلبه ووجدانه وعقله وخياله وروحه، ليعيد إليه إنسانيته ويفتح له باب السعادة الحقيقية التي لا ترتبط بالمادة والإستهلاك بل بالقيم النبيلة التي تكرم إنسانيته، ليعيش حرا كريما متبصرا نافعا، قويا بإيمانه ووطنيته وانفتاحه وإرادته. هذا يعني أن للشعر رسالة، وليس مجرد كلام ممتع جميل، له غاية وهدف، يعكس تجربة ورؤيا تجاه الواقع والإنسان، يفتح نافدة على الحياة بآمالها وآلامها، بخيرها وشرها، مدها وجزرها. إنه ليس بالانفصال عن الواقع، والتيه في خيالات وأوهام، كما قال الحق سبحانه: (والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم ترأنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون) إن الآية الكريمة تذم انفصال الشعر عن الواقع،وتدعو إلى أن يواكب الحياة بقوله تعالى (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ...) الشعر فن له مقوماته وأساليبه الفنية والجمالية في رصد تحولات الحياة والمجتمع، إلا أنه يتفق مع كافة الفنون التعبيرية في الغاية والمقصد.

تنوعت المدارس الشعرية لغة وبناء وأساليب، وتباينت الرؤى والمفاهيم لدرجة يصعب معها تحديد مفهوم للشعر يتفق عليه الجميع، إلا أن الملا حظ للأسف أن قراءة الشعر تتراجع رغم غزارة الإنتاج وتنوعه ،والتواصل بين الشاعر والقارىء يتضاءل مما يطرح العديد من الأسئلة وأحيانا لوم طرف للآخر، فالشاعر يتهم القارىء بالتقصير وعدم استيعاب خصائص الشعر، والقارىء يتهم الشاعر بالجنوح إلى الإغراب والإبهام .  

هي فعلا أزمة. فهل هي أزمة الشعر؟ أم أزمة الشاعر؟ أم أزمة القارىء؟

هذه إخواني هي الإشكالية التي أود طرحها للنقاش،وأبحث لها عن جوا ب،حتى تعود العلاقة بين الشاعر والشعر والقارىء علاقة حب وتعايش ،وألفة وتفاهم.

اظهر تعليقات : جوجل بلس او تعليقات بلوجر

0 التعليقات: