أم الدنيا
أما حان أن نعترف بالخسران
في بيداء نتيه والإنسان
عدو الإنسان
عالم مخطوف
الناس فراش محروق
دموع المستضعفين والدماء
ما جفت بالميدان
نادى الإعلامي في تشف :
"اقتلوهم، طهروا الوطن من دناءة الجرذان "
قال مفتي الديار :
"بلا رحمة اضربوا في المليان
أبيدوا حزب الشيطان "
أعد القضاء السكاكين
لذبح العدالة.. كالقربان
ترنم المغني طربا:
"انتو شعب وحنا شعب
ليكو رب ولينا رب "
و انبرى الزعيم منتفخا
"سترون الوطن غدا
سيد الأوطان "
صاح المرجفون :
"كمل جميلك
وكن يا بطلنا الرئيس"
وأنزل الستار
* * *
عاد رهبان المعبد القديم
وضعوا خارطة الخزي
ودستور العار
غصت السجون بالمغضوب عليهم
من قال لا، أو رفع الشعار
"رابعة" رمز الصمود والإصرار
وعبر الأيام والليالي والشهور
تهتز الشوارع والميادين
بحشود الرفض والاستنكار
حاشية الفرعون
وجوه مظلمة منكره
القلوب بغضاء
ألسنة السحره
تزين الخيانة والعمالة والإجرام
وأنزل الستار
* * *
عالم مقلوب
الغباء سياسه
القتل كياسه
والأحقاد تنوير
الشرعية خيانه
الانقلاب تحرير
تم استفتاء الزور
بقضاء أعمى
بإعلام مجنون
وشعب مقهور
تعالى الهتاف: حرية، عدالة، قصاص، شرعيه..
هب الشباب، والنساء ..
على خطى أسماء وهاله
يرتضين الشهادة في إباء
وأنزل الستار
* * *
حلت ذكرى الثورة الرشيدة
ثورة يناير المجيدة
أتستعيد السماء زرقتها؟
أيتغنى النيل؟
أتزدهي قاهرة المعز انتشاء؟
أينجلي الليل الطويل؟
ألا يقتل الحقد وتحجب الأنانيات
الهدف النبيل ؟
فالنفوس العظيمة تعبق بالحب الكبير
أما صام غاندي بل هلك
لزرع بذور الإخاء
في أحشاء الوطن الجنين ؟
أما كافح مانديلا عقودا
لرأب الصدع
لسحق الحقد اللعين؟
فالعظيم يبكي
لترتسم في الوجوه البسمات
يموت لتستمر الحياة
تذوب أنانيته في بؤس الآخرين
فمن يحمل فينا الهم الكبير؟
ينفخ في الصدور
نقاء الحب الجميل
ليعود الوطن الأسير
لينزل الستار