قال شيخي
الثمار تعلو شجرة العشق، فقل لمن توفر لديه العزم : ارفع رأسك.
منطق الطير
فريد الدين العطار
أثخنت راحلتي وما وصلت
ضاع الندا والجهد سدى
أأمضي مؤملا أم أرجع يائسا ما حييت
للموت أرحم من قنوط وغم
لا خيام في المدى
لا ماء لا شجر
زادي قليل,الوحش الضاري
الحر والقر والمطر
الموت أقرب إن بقيت أو مضيت
بما بقي من جهد سأطوي وحشة الفيافي
أقطع الوادي,أرتقي الجبل
زادي العشق رفيقي الشوق
يقودني الأمل
إن هلكت
تركت حكاية مجنون بالعشق
سافر يطلب وصل الحبيب
فأفناه البحث في الطريق
* *
بجسم ضئيل والقلب معتكر
الهم غيم ثقيل
هائم أنت في فراغ
تطلب المحال في رحلة السؤال
تغفو بذكره
جف الدمع واكتحلت عيناك بالسهاد
وغاص القلب في وحل القلق
كعصفور بالشباك قد علق
تناجي النجم في السرى
تسأل في المسا والسحر
عن علامة في الطريق
عن دليل أو أثر
تهوي إذ تدافع الريح
تغشاك من شدة الطوى
هلوسات النظر
* *
سأسلك هذا الطريق
وإن فنى هذا الجسد
فالروح أقوى وأشد
ظل الحبيب دنياي
وجه الحبيب كل مناي
تركت المال والعيال
تركت العيش الناعم الرطيب
وانقطعت للحبيب
نادمت الهم والأحزان
في ليل الغربة والنسيان
هجرت العلائق والإخوان
ليبقى للحبيب القلب
ويحك نفسي أما طرحت العوالق؟
أما صار الجمر رمادا؟
أنت أيتها اللئيمة تستعبد ين القلب
سأقهرك بالحرمان
أعذبك بالعصيان
لتليني كالحديد بالنار
أو تموتي فيحيا القلب
* *
قال شيخي .
تجرد للحبيب فما عداه حجاب
غص في بحر العشق
تجلد والزم الصمت
ستكابد الآلام
تبكي حتى يجف الدمع
تجوع تظمأ حتى يجف الريق
تلبسك الحيرة ويضنيك الأرق
تغيب في القفر وتغسل بالعرق
سيهزل الجسم وتغبر
ويتدلى عليك الشعر
حتى تنال عطف الطير
وينعتك بالجنون البشر
حينها خلعت النعلين
دخلت لمقام الكشف
عبرت لمعرفة الحق
ومباهج اليقين
فيا ايها العاشق الهائم في الطريق
افتح قلبك للأسرار وفيوضات الحال